في مقالات كثيرة وافتتاحيات لمجلتنا تحدثنا عن المشهد الثقافي العراقي والذي يرتبط كليا بما يحدث في البلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وكل حديثنا كان يتناول أهمية ان يتبلور موقف المثقف الى عمل في الساحة بين الناس وهذا ما لم يكن موجودا خاصة اذا تتبعنا المهرجانات التي تقام في العراق سواء كانت مهرجانات أدبية شعرية او فنية مسرحية وموسيقية وتشكيلية، كل تلك الفعاليات تنفذ بعيدا عن الجمهور وفي قاعات مغلقة لا يمكن للمواطن البسيط ان يصل اليها، مثلا مهرجان يقام في قاعة الشيراتون واعتقد جازما ان مواطننا البسيط لا يعرف من اين يدخل للشيراتون ولا يعرف ابوابه!! هذا مثال بسيط واعتقد ان القائمين على مثل تلك المهرجانات لا يهمهم الجمهور قد اهتمامهم بالمسؤول الذي سيحضر المهرجان والفخامة التي يتصف بها المهرجان لكن كل هذا هو تزويق وكما كان يعبر مسؤول عراقي بجملة زرق ورق! اذن علينا ان نضع خطة لفعالياتنا الجماهيرية لتكون جماهيرية مثلا انتشرت في العراق مؤخرا شوارع وساحات تستعمل اسم الشارع الثقافي ويقيمه شباب ياملون ان يحققوا شيئا وهه فرصة لإقامة مثل تلك المهرجان فالمهرجان المسرحي ليس للمسؤول انما للمواطن والمهرجان الفني ليس لرئيس هذا الحزب او ذاك أنما للناس البسطاء الذين يحتاجون أن يروا ماذا يعمل الفنانون..
في المرحلة المقبلة سنشهد انتخابات الاتحادات والنقابات مثل نقابة الفنانين واتحاد الأدباء لما لهما من ثقل ثقافي في العراق نتمنى ان تكون المرحلة المقبلة مختلف عن المراحل السابقة فطيلة اكثر من 16 عاما كان المثقف العراقي بعيد كل البعد عن الناس، يكتب لنفسه، ويقرأ ما يكتبه، ويشارك في صالات مغلقة وهكذا.. علينا ان نختار من هو لصيق باناسه، مع بسطاء القوم وليس القريب من المسؤول والحاكم لأنه لا يخدم المشهد الثقافي والادبي والفني..
للسف الشديد بعض الذين روجنا لهم في الانتخابات الماضية اصبحوا بقدرة قادر الى شخصيات مختلفة فالكرسي يغير ويصنع الديكتاتور لمن لا يحتمل نفسه انه جلس على كرسي الرئاسة وهذا ما حصل في كثير من المنظمات الثقافية.. نحن نحتاج الى الانسان الذي يخدمنا ويخدم المشهد الثقافي ولا نحتاج لشخص يمسح اكتاف السلطة .
ياليت المسؤل يكون مثقفا ليفتتح تلك المهلرجانات!
موضوع جيد , بالتوفيق